علم النازيون أن سر سيادة العالم وتحقيق الإنتصارات يكمن في الإتصالات الآمنة، وتكللت أبحاثهم بتكنولوجيا عرفت بالمكائن الإنجما الألكتروميكانيكية، وهو جهاز تشفير مكن الألمان من التواصل الأمين بين فرق الدبابات والسفارات وحتى الغواصات من خلال رسائل الراديو المركبة أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانوا يعتقدون بأن شفراتهم هذه غير قابلة للحل، حتى مجيئ البريطاني الشاب الرياضياتي ألن تورينج، الذي إعتقد أنه من الممكن تحليل هذه الشفرات إذا تم إنتاج ألة تستخدم الآف المفاتيح التي ستتقود بالنهاية لفك الشفرات، وكانت النتيجة هي أول كومبيوتر، الذي مكن التحالف من فك شفرات رسائلهم وتحقيق النصر.
الأن الشكر لتكنولوجيا التشفير الكمي، حيث جعلت من حلم الاتصالات الأمنة حقيقة، حيث سيتمكن العالم من التخلص من هجمات الهاكر وعمليات التنصت والإحتيال عبر الإنترنت، والأن بدأت الحكومات في حرب ضروس من أجل إمتلاك هذه التكنولوجيا المذهلة والتي من الممكن أن تستعمل في الخير والشر معاً.
في يوم 29 أيلول الماضي أقترب العالم بصورة أكبر نحو الحقيقة، حيث تمكن فريق من علماء التشفير والفيزيائيين التابعين لأكاديمية الصين للعلوم، من بث نصف ساعة من الإتصال الفيديوي مع نظرائهم في فيينا باستخدام التشفير الكمي، التقنية التي من المستحيل إختراقها أو التنصت عليها.
قال رئيس المخابرات البريطاني بخصوص ذلك: “هذه اكثر تقنية أثارت دهشتي ومخاوفي في الوقت ذاته من كل الإكتشافات التكنولوجية الأخيرة، إنها ستغير العالم.”
هذه الإتصال تم بطريقة مشابهة للسكايب ولكنها كانت مشفرة بطريقة أمنة حيث مولد الشفرات عبارة عن جهاز كمي مركب على قمر إصطناعي صيني، وذلك يعني أن أية محاولة لإختراق هذا الإتصال ستكون مكشوفة ويتم تحديدها.
أجهزة التشفير الكمي لديها القدرة على نقل التجارة الإلكترونية والبيانات المحمية بصورة أفضل بطريقة آمنة من الإختراق وسرقة الهوية، لكنها ليست من قبيل المصادفة أن أكبر المستثمرين في التشفير الكمي هم أمراء العساكر مثل الجيش الشعبي الصيني للتحرير ووزارة الدفاع الأمريكية، ولا شك أن من يتفوق في هذه التقنية سيكون لديه أفضلية كبيرة على المدى القصير في ستراتيجية التواصل العالمية المصيرية.
قام عالم الفيزياء الصيني “بان” بإقناع الحكومة الصينية بالإستثمار بمئات الملايين من الدولارات- المبلغ الحقيقي للمشروع لايزال مجهولاً- تضمنت العملية تنصيب جهاز كمي في الفضاء وكذلك تنصيب العديد من البنى التحتية على الأرض، ووضع بان معداته في قمر اصطناعي يدعى “موزي” تيمنًا بالفيلسوف الصيني الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، القمر يدور بمدار منخفض على ارتفاع 300 ميل وأسس بان محطات القاعدة في Ngari شمال غرب التبت، على إرتفاع 15000 قدم لتقليل عملية خسارة الإشارة من الغلاف الجوي للأرض.
الإشارات تولد من المحطات القاعدة، والقمر موزي يرتبط مع المستخدمين في بكين وشنغهاي بطول 1200 ميل، ويستخدم كابل ليف بصري أرضي.
يستخدم الأن 600 وزير وشخصية عسكرية صينية التشفير الكمي في الإتصالات من أجل الأمان، الأشخاص غير المتصلين مع كابل الليف البصري عليهم الإنتظار لحين وصول القمر الصناعي فوقهم من أجل الشروع بالتواصل الكمي الأمن.
بان صرح بأنه في العام 2022 سيتم إطلاق قمر صناعي على إرتفاع 20000 كيلومتر من أجل تغطية مساحة أكبر من سطح الأرض، وسيتطلب ذلك سلسلة من الأقمار الاصطناعية الثابتة على إمتداد الأرض.
الصين صرفت بلايين الدولارات في إستثمارات التشفير الكمي من أجل جعل هذا الحلم حقيقة، إن مهمة جعل الإتصالات الكمية على الأرض متاحة من خلال إحاطة الأرض بالأقمار الإصطناعية هي عملية مشابهة للصعود على القمر أو مشابهة لمشروع مانهاتن النووي، ولأن الغرب يبدو أن سياسييهم ليست لديهم الرؤية الواضحة نحو المشاريع العلمية طويلة الأمد كان الشرق بقيادة الصين متصدراً للمشهد.
الولايات المتحدة في الحقيقة تبحث عن مايطلق عليه بالبيانات الوصفية أكثر من البحث عن البيانات نفسها، البيانات الوصفية تعني من يتكلم مع من ومتى؟
“حتى مع التشفير الكمي فإن هذه البيانات الوصفية يمكن الحصول عليها حيث سيكون هناك متصلان إثنان يمكن سماعهما بطريقة المصادفة أو التنصت عليهما، ولكن إن تم بناء التشفير الكمي بطريقة آمنة من خلال العقبات الأمينة، حينها سيكون نظامنا المتبع في طريقة الحصول على المعلومات خارج الخدمة،” هذا ما قاله مسؤولون أميركان.
هذا لا يعني أني التشفير الكمي سيكون منيعاً بالكامل، ولكن ستكون هنالك مناطق محصنة ألكترونياً مثل معاملات بطاقات الائتمان وقواعد البيانات وكل أشكال التواصل الألكتروني ستكون محمية من قبل التشفير الكمي.
بالنهاية قد تخدم هذه التقنية الهجمات الإرهابية حيث يسعى الإرهابيون على أن تكون معلوماتهم آمنة، ولكن في تجارة جمع المعلومات سيكون غيرمريحاً أن هناك تقنية للتشفير الكمي.
في النهاية من يسيطر على المعلومات هو من سيحكم العالم.
بالنهاية قد تخدم هذه التقنية الهجمات الإرهابية حيث يسعى الإرهابيون على أن تكون معلوماتهم آمنة، ولكن في تجارة جمع المعلومات سيكون غير